لا بدّ أنّك كنت مسافراً في يوم من الأيام واحترت في كيفية أداء الصلوات أثناء سفرك، كما أنّك قد شعرت بالتعب أثناء مرضك ولا تعلم كيف ستتصرف تجاه أداء الصلوات، إن الدين الإسلامي الحنيف قد أعطى رخص وأعذار مخصوصة يمكن عند وقوعها أن يقوم المسلم بجمع الصلاة من ضمنها السفر والمرض والمطر، وذلك للتخفيف على المسلمين في مواقف وأوقات معينة، وهذا من فضل الإسلام ورحمته بالمسلمين فلا يوجد تعنّف ولا تشدّد في العبادات.
القصر في الصلاة معناه: أن يصلي العبد الصلاة الرباعية (وهي الصلاة التي يكون عدد ركعات الفرض فيها أربع ركعات) ركعتين في السفر، أي أنّه لا يجوز القصر في صلاة الفجر لأنّ عدد ركعات الفرض فيها ركعتين، كما أنّ صلاة المغرب أيضاً لا يجوز فيها القصر لأنّ عدد ركعاتها ثلاث ركعات فرض، ويعتبر القصر في الصلاة أفضل من إكمالها.
أمّا الجمع في الصلاة: فهو أن يجمع المصلي بين صلاتي الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، وإذا كان الجمع وقت الأولى يسمى "جمع تقديم" أو في وقت الثانية ويسمى "جمع تأخير"، ولا يجوز الجمع بين صلاة الفجر وأي صلاة أخرى، كما لا يجوز الجمع بين صلاة العصر والمغرب.
يجوز القصر في الصلاة للمسافر مسافة 90كم وأكثر، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصر في معظم غزواته وأسفاره، قال ابن عمر رضي الله عنهما: (صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ لاَ يَزِيدُ فِي السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ رضى الله عنهم) رواه البخاري، بينما أسباب الجمع في الصلاة فهي متعدّدة لأنّها تترك لظروف الشخص؛ فمثلاً المسافر يجوز له الجمع للتخفيف عنه، كما أنّ عند وجود ظروف معينة مثل الأمطار الشديدة والثلوج التي تمنع المصلين من الخروج في البيت، كما أنّه يجوز للمريض الجمع وأي ظرف يمنع العبد من تأدية الصلاة في وقتها.
عند الجمع بين الظهر والعصر؛ إذا تمت في وقت الظهر فغنه يتم إقامة الصلاة وتأدية ركعتين مستقلتين ومن ثم السلام، ثم القيام وإقامة الصلاة مرة أخرى من أجل تأدية ركعتي صلاة العصر وهكذا، ويجب أن تكون النية من الأول الجمع بين الصلاتين كما أنه لا يجوز ترك فاصل زمني كبير بين الصلاتين، وجمع صلاة المغرب والعشاء بنفس الطريقة.